رندا الضاهر
المرأة الحديد في المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال
لا تحاول رندا سعد الضاهر، زوجة بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال، ان تدّعي صفة المرأة الحديد في "ال بي سي انترناسيونال" التي يطلقها البعض، ولكنها في الوقت نفسه تعترف بانها تهمة لا يمكن ان تنفيها، "خصوصاً ان كانت تعني انني امرأة مسؤولة وجدية تتقن عملها."
ورندا بعيدة كل البعد عن الاضواء الاجتماعية والصحافية رغم انها في خضم اللعبة الاعلامية، وهي المسؤولة عن الفضائيات الاربع التابعة للمؤسسة، الى قسم رسوم الغرافيكس والانترنت. تكره الوقوف امام عدسة الكاميرا، ولا تملك الوقت لاجراء المقابلات الصحافية او المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
تستقبلك رندا سعد الضاهر في مكتبها الكائن في الطبقة الاولى من مبنى "ال.بي.سي.اي" في ادما قرب مدينة جونية، والذي خلا من كل مظاهر الرفاهية. مكتب متواضع غارق في الملفات والاوراق مفتوح على مكاتب أخرى، على الطريقة الاميركية، الموظف والمسؤول جنباً الى جنب.
وتدهشك رندا ببساطتها وحزمها في آن واحد، فتعجب بهذه الشخصية الجامعة للقوة والصلابة الى الانوثة والرقة. وفي غمرة حديثها، لاتنسى ان تسألك باصرار عن الشراب الذي ترغب في أن يقدم اليك. وتقول ممازحة "انها ربة المنزل التي تتكلم الان، وليست رندا المسؤولة." فتخضع لرغبتها، ويخضر الشراب، ويكر الحديث...
كيف توفقين بين واجباتك العائلية كزوجة وام وربة منزل، وتلك المهنية كمسؤولة في مؤسسة اعلامية ضخمة؟
انها مسألة تنظيم. أحاول أن أقسم نهاري بين البيت والعمل، استيقظ باكراً مع اولادي، نتناول الفطور معاً ثم أقلهم الى المدرسة واتوجه الى العمل. عند الساعة الثانية والنصف ظهراً نعود الى البيت لنتناول طعام الغذاء، ثم اشرف على دروس كل منهم، الى ان يحين وقت نومهم، بعدها أعود الى المؤسسة لاتابع عملي. قد يكون العامل الايجابي الاهم انني أسكن قرب مكان عملي، وهو ما يوفر علي عناء الانتقال الطويل ذهاباً واياباً من البيت واليه...
لازلت حتى اليوم اقرأ على مسامع ابنتي الصغرى قصة قبل النوم، وخلال وجودي في البيت، أحرص ألا تحول الي اي اتصالات تتعلق بالعمل، الا في الحالات الطارئة... كما قلت انها مسألة تنظيم. لا أنكر ان عليك ان تتنازلي في بعض الامور، غالباً تكون التنازلات على حسابي، على حساب نومي او قيامي بتمارين رياضية. هذا غير مهم ما دمت "صامدة"! لكنني لا أقبل اي تقصير في عملي او مع عائلتي.
هذا يعني انك تبذلين تضحيات؟
الواقع انني لا أعتبرها تضحية، خصوصاً انني صاحبة القرار بكامل ارادتي، وسعيدة باختياري، التضحية تحمل في طياتها معنى الظلم، وهذا ما لا يطبق علي."
هل يخصص بيار الضاهر الكثير من وقته لعائلته، ام ان انشغالاته الكبيرة تترك فراغاً في البيت تملأينه انت؟
انا لا أملأ أي فراغ، لدي مسؤوليات تجاه عائلتي أقوم بها، فضلا عن مسؤولياتي المهنية. اضافة الى ان المجتمع لا يفرض على الرجل ان يؤمن حضوراً مكثفاً في المنزل. بيار يتشارك مع الاولاد اوقاتاً نوعية، هي افضل من الكمية، وعندما يكون معهم ينظم لهم النشاطات التي يحبون، هو موجود بينهم عندما يحتاجونه ووجوده فاعل، وهذا الاهم."
ماذا عن عائلتك وتخصصك العلمي؟
انا من عائلة تضع العلم على رأس قائمة أولوياتها، أنا كبيرة أخواتي الثلاث، والدتي مدرسة ووالدي رجل أعمال درس ادارة الاعمال والصحافة لكنه لم يعمل فيها. كان يقول لنا العلم هو الضمان الوحيد لمستقبلنا، ويشدد على ضرورة ان نعمل بعد تخصصنا على ارض الواقع ما درسناه على مقاعد الدراسة.